هل ينجح علاوي في مواجهة المالكي وينتزع منه رئاسة الحكومة؟

هل ينجح علاوي في مواجهة المالكي وينتزع منه رئاسة الحكومة؟

ابلرغم من نفي رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي للأنباء حول تحالف القائمة العراقية مع الائتلاف الوطني إلا أن عددا من أعضاء قائمته البرلمانية أكدوا أن إعلان التحالف سيتم قريبا مما سيشكل "ضربة" موجعة للعلمانيين الذين ما زالوا يعتبرون "الائتلاف الوطني العراقي" مجرّد "تكتل طائفي".

ويعتقد مراقبون ان تصريحات قياديي حزب "الدعوة" بشأن عزمهم خوض الانتخابات تحت "ائتلاف دولة القانون" ونيّتهم ترشيح المالكي لولاية ثانية بعد الانتخابات، دفع المجلس الاعلى بزعامة الحكيم الابن الى التحرك لاستقطاب زعيم القائمة العراقية أياد علاوي.

وبالنظر إلى موقف الناخبين المؤيد للتيارات القومية وغير الطائفية في الانتخابات التي جرت في كانون الثاني الماضي، فقد بدا واضحا أن بإمكان علاوي أن يحصل على أصوات ناخبي المالكي كما يقول المراقبون.

وبينما قال النائب جمال البطيخ، الناطق باسم "القائمة العراقية" بأن الجانبين قد أصبحا على قاب قوسين من تشكيل تحالف بينهما، أكد راسم العوادي أن "انضمام القائمة العراقية الى الائتلاف لايمثل خروجا عن النهج الليبرالي مثلما يعتقد بعض قادة التيارات الليبرالية وان هذا التحالف يهدف الى ايجاد نوع من التقارب بيننا وبين الائتلاف مبنيّ على تفاهمات وهو امر وارد بين الكثير من الكتل".

إلا أن إياد علاوي، وبالرغم من تصريحات كتلته، نفى في بيان صدر من لندن انضمامه إلى الائتلاف الوطني، أو أن يكون هناك أي اتفاق مع المجلس الأعلى على عقد تحالف. وقال علاوي أن "هناك لجنة عن القائمة العراقية تتحاور مع بقية التكوينات السياسية التي فاتحتنا هي بالدخول معها في تحالفات سياسية تسبق الانتخابات، فنحن لم نطرق باب أحد في هذا المجال" ما عكس وجود تناقضات في المواقف داخل الكتلة.

وحدد علاوي مجموعة من النقاط اعتبرها بمثابة "مفتاح لبدء أي حوار مع أي تكوين سياسي"، وتتلخص في أن "يتم تكوين جبهة وطنية واسعة تضم كتلا وتيارات سياسية وطنية تمثل أطياف الشعب العراقي.. وأن يعاد تشكيل آلية اتخاذ القرار في هذه الجبهة على أساس أن يشارك في صناعة القرار كل من له 15 نائبا في البرلمان أو أكثر".

بدوره لم يؤكد الائتلاف أو ينف وجود أية محادثات مع علاوي، وأكد النائب قيس العامري، عضو الائتلاف الوطني "وجود لقاءات عديدة،" دون الدخول في تفاصيلها. وقال ان "هناك الكثير من الشخصيات المستقلة داخل الائتلاف الشيعي وان دخول اية شخصية او تيار ديموقراطي او بعيد عن المذهبية سيعزز من ابتعاد الائتلاف عن صبغته الطائفية".

ويرى بعض المراقبين أن اقتراح الائتلاف ربما أغرى علاوي وقد يكون قد اندفع فعلا في مباحثات مع الائتلاف، لكنهم قالوا ايضا ان الامر سيكون ضربة كبيرة للتيارات العلمانية والليبرالية، فضلاً عن انه سيؤدي الى خلط الاوراق وتشتيت اصوات الناخبين لاسيما مؤيدي العلمانيين او الاسلاميين.

وقال النائب أسامة النجيفي الذي كان سابقا عضوا في قائمة علاوي: "كنا نتأمل أن تقوم التيارات الليبرالية باستثمار التدني الحاصل في شعبية الأحزاب الدينية لا أن تدعم وتتحالف مع تلك التيارات التي اتخذت من الطائفية شعارا أبديا لها".

ويرى النجيفي انه وفي حال قيام تحالف بين الطرفين، فذلك من من شأنه أن "يخلط الأوراق ويضع الناخب في حيرة من أمره وقد يدفع بعض الليبراليين الى منح اصواتهم الى قوائم اخرى كي لا يتم احتسابها لصالح المجلس الاعلى الاسلامي والحال ذاته مع الناخبين من انصار التيارات الدينية المناهضين للعلمانية".

الحديث عن وجود محادثات بين الائتلاف وعلاوي كان بمثابة صدمة للمراقبين سيما وأن علاوي كان قد تبنى، ولفترة طويلة، خطابا سياسيا علمانيا لا طائفي. وكان قد أجرى قبل انتخابات عام 2005 محادثات مقتضبة مع الائتلاف الشيعي حول قائمة مشتركة الا أن الجانبين لم يتمكنا من الوصول إلى اتفاق فيما بينهما.